لا أعتقد أنكم لا تعرفونني ومع ذلك فأعرف بنفسي أناالفيروس الذي غير خارطة الأحداث الجارية، وأقام خلخلة في النظام العالمي الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والثقافي والديني. ومازلت في بهرجة وعتو وعلو فلي قوتي بجيش في آسيا و أوروبة و أمريكا والصين مسقط رأسي ،انا فيروس ذكي متقدم ساعدني تقدم المواصلات فارحتها ، واستطعت زعزعة مفاهيم عدة ، وشكلت نظماً استهلاكية جديدة، وكونت ثقافة جديدة.
أنا الفيروس المجهول الذي أظهر مرة باسم ( سارس) ومرة باسم (الطاعون) وهذه المرة سميتموني : (كورونا، أو كوفيد 19 )
• أنا الذي جعل العالم في القلق والهلع والخوف والجزع سواسية لا فارق بين حاكم ومحكوم ولا شرق ولا غرب .
• أنا الذي وقفت ضد الاقتصاد العالمي الجائر فأوقفته عند حده، وتسببت في تحقيق خسائره المقدرة بحوالي ستة تريليونات دولار.
• أنا الذي تسببت في انهيار بورصات العالم، فحولتها إلى حمراء.
• أنا الذي تسببت في انخفاض ثروات أغنى 500 ملياردير بما يقرب من 500 مليار .
• أنا الذي تسببت في انخفاض البترول بأكثر من 50% من قيمته السابقة.
• أنا الذي أوقفت حركات الطيران والسفن بشكل شبه كامل، وتسببت في عزل العالم ، وإجبار الناس في أن يعيشوا في بيوتهم، وإغلاق الحانات والبارات و الحفلات والصالات . بل منعت اجتماعات الرؤساء والوزراء فيجتمعون داخل غرفهم وعبر أون لاين.
• وأخيراً أنا الذي تسببت في موت وإصابة عشرات الآلاف، والأكثر في الطريق .
هل تعلمون أنني لم أفعل ذلك من نفسي، وإنما أنا جند من جند الله تعالى أحمل الرسائل الآتية :
1- التذكير بأنكم في معظمكم كذبتم فأنتم وثائق إدانة لحقوق الإنسان وهاهي الأرض قد ملئت ظلماً وفساداً بما كسبت أيديكم، فلم توقفوا الظالمين والطغاة المستبدين في فسادهم و طغيانهم وقتلهم وتعذيبهم بل حتى حرقهم الناس في الساحات، بل وقفتم معهم وأيدتموهم لمصالحكم الشخصية والاقتصادية، فأصبح الإنسان الذي هو أكرم مخلوق معذباً مقيداً ذليلاً قد فقد كرامته وحريته .
2- أنتم الذين عمقتم التفاوت الطبقي فأردت التذكير بالفقراء الذين يصل عددهم إلى حوالي مليار فقير في هذا العالم لا يملكون قوت يومهم، ولا القدرة على الغذاء والمأكل والملبس والمبيت وهم يتضورون جوعاً، فلو صرفتم عشر ما فقدتم بسببي – كورونا – لأصبحوا أغنياء .
3- أنتم الذين تأخرتم في نصرة المظلومين وتاجرتم بالقضايا العادلة ودعمتم الحاكم القاتل فأردت التذكير بهؤلاء اللاجئين الذين فقدوا أرضهم ووطنهم وأصبح بعضهم من نصيب الحيتان بمجازفتهم بالحياة، فلو وفرتم لهم 5 % مما فقدتم بسببي لعاشوا عيشة كريمة .
4- أنتم من طورتم وسورتم أمنكم وأمن أسركم لعلكم تتذكرون عشرات الملايين من الأيتام والأطفال الذين لا يجدون ما يأويهم ويعلمهم ويوفر لهم الأمن الغذائي و الصحي، ويتساقطون بسبب المجاعة والأمراض بالملايين . فلو أنكم قمتم بتوفير 3% مما فقدتم بسببي لكانوا في نعيم ونالوا حظهم من الخير والتعليم.
5- أنتم من اكتنزتم الأسواق وفرص العمل ولعلي أنجح في تذكيركم بعشرات الملايين من الشباب العاطلين الذين يبحثون عن العمل ولا يجدونه، وبالتالي فلا يستطيعون تكوين الأسرة ولا العيش الكريم، فلو وفرتم لهم 2.5% مما فقدتم لتحققت أمنياتهم.